اين اعيش ؟
ردني سؤاله الى واقع مروع . اعيش في ساحة حرب ولا املك أي سلاح
ولا اتقن استعمال أي شيء غير هذا النحيل الراكض على الورق بين اصابعي
تاركاً
سطوره المرتجفة كآثار دماء جريح يزحف فوق حقل مزروع بالقطن الابيض .
اين اعيش ؟ يبدو انني اسكن بيتاً من الشعر (بكسر الشين) .
وسادتي محشوة بالاساطير ، وغطائي مجلدات فلسفية ، وكل ثوراتي وقتلاي
تحدث في
حقول الابجدية وقذائف اللغة.
اين تعيشين؟ ودوى انفجار .. وشعرت بوخزة : لماذا لم اتعلم
المقاتلة بالسلاح - لا بالقلم وحده - من اجل ما اؤمن به ...؟ كم هو
خافت صوت
صرير قلمي على الورق حين يدوي صوت انفحار ما ..وقررت : ان الوقت ليس
وقتاً
لتقريع الذات على عادة الادباء الذين يقعون في ازمة ضمير كلما شب قتال
ويشعرون
بلا جدوى القلم ... المهم ان اعيش ، فالحياة هي وحدها الضمان لتصليح أي
خطأ اذا
اقتنعت فيما بعد انني على خطأ..والوقت ليس وقت مراجعة ذاتية او حوارات
فلسفية
.. كانت الانفجارات تتلاحق ، وقررت ان اواجه الواقع الملموس حالياً وان
احدد
موقعي من ساحة الحرب بطريقة عسكرية ، واحصائية !